Pages

بحث

الجمعة، 5 يوليو 2013

مصرـ الجيش بين الشعبيه و الديكتاتوريه :

مصر تمر بمرحله مراوحه في المكان لا تقدم و لا تراجع و لا حلول وسط .
اطيح بمبارك و اطيح بالرئيس مرسي .
و لا زال المشهد كما لو انه في بدايه مشهد الحشود المطالبه برحيل مبارك .
لم يتغير شيئ .
فعملياً لم تحقق مصر شيئ سوى الاطاحه بمبارك .
الجيش في كلا الحالتين الرئيس مبارك و الرئيس مرسي ساهم بالاطاحه بكل منهما .
شعبياً يعتبر الجيش الى جانب الشعب فلا زال الجيش بعيداً عن السياسه و لو انه تبقى في يده مفاتيح الحل و الربط .
ذهب مرسي نظرياً ـ على اعتبار ان مؤيديه لا زالوا في الشارع .
خطوه مصريه اطاحت باخطاء الاخوان منذ عام .
و الديموقراطيه المصريه مرشحه لان تكون في مسار مغاير ينحدر للاسفل فالوضع الان بعد سقوط جرحى من المؤيدين لا يبدو في مسار طبيعي و الحاصل في مصر يستدعي الكثير من التوقف و التأمل .
هل الديموقراطيه المصريه طبيعيه ام مرشحه لان تكون ديموقراطيه الفوضى ؟
هل يستحق الاخوان ما جرى ؟
يؤخذ على الرئيس مرسي اخفاقه في الكثير من الملفات الحرجه التي ربما كانت ستغفر له .
يؤخذ على الرئيس مرسي انصياعه لاجنده ما ـ قد تسمى اخوانيه بتحفظ ـ عبر ملئ مفاصل الدوله بعناصر الاخوان و لعل الحادث الابرز الذي حدث هو حادث المدينه الاعلاميه و حادثه اقصاء مقدم برنامج ساخر مشهور و خطوات مماثله استهدفت الاعلام و الانتاج السنيمائي .
كل تلك الخطوات اشعلت فتيل ازمه الثقه بين الشعب و الاخوان .
اضافه الى حوادث استهدفت القضاء و الدستور عبر احتكار الرئيس للقرار .
اذ توهم الرئيس مرسي و الاخوان ككل بان الانتخابات و الشرعيه تمنحهم اتخاذ ما يروه ضروري للتمدد.
و الشعب المصري لعله اخطأ برفع سقف مطالبه باسقاط الرئيس فيما الشعب المصري كان قادراً على التحشد للاطاحه برئاسه الوزراء و لو كان الجيش حريصاً بدوره على مصر لتدخل كما حدث لاطاحه رئاسه الوزراء عندها كانت مصر ستتجنب الفوضى القادمه .
ليس دفاعاً عن الاخوان فهم يتحملون المسؤوليه كامله .
الان المؤيدين للاخوان لن يتركوا الشارع و قد يحشدوا المزيد .
الجيش يطلق الاعيره الناريه في الهواء و قد يستخدم الرصاص المطاطي و الغاز لمسيل للدموع .
الاخوان بعد ان تم حرق مقر المقطم و مقتل عدد من منتسبي التنظيم قد يلجؤون لتفعيل المليشيات للدفاع عن انفسهم و في ظل الحراك الحاصل المؤيدين و المعارضين و التصادم المرشح للعنف قد يلجؤون للعنف لسبب ما مبرر او غير مبرر .
الجيش سيتدخل .
جهات مستفيده قد تحدث فوضى عبر استهداف منتسبي الاخوان و المعارضين لخلق فتنه شعبيه  .
جهات محسوبه على الجيش قد تصعد تمهيداً لتدخل الجيش لحسم و انهاء الفوضى .
الديموقراطيه قد تتدحرج للهاويه في مصر فماذا لو جاء رئيس من خارج لاخوان و حشدت الحشود المطالبه باسقاطه عندها ستدور مصر في فلك الاحقاد السياسيه فحقيقه الامر للاسف الثوره المصريه بلا رأس فكل المدعين للثقافه السياسيه و مرشحي الرئاسه و الزعماء السياسيين الذين يظهرون على الاعلام بدئاً من الاخوان الى اخر اليسار الى المستقلين الى كل الاسماء مع حفظ الالقاب و االاحترام لشخوص هؤولاء لم تسجل لهم مواقف مبدئيه او عقلانيه في خضم الاحداث اطيح بالاخوان لكن السقف المرتفع للشعب ارتفعت معه حراب تواجه الديموقراطيه الجنينيه في مصر و الربيع العربي ككل .
الجيش بدوره الى جانب الشعب و لعله الجيش العربي الوحيد الذي لم يقمع الشعب في الربيع العربي و يعد مشكوراً سوى ان الجيش المصري عليه الحذر من التوجه للديكتاتوريه العسكريه ذات اللبوس الشعبي مستقبلاً فبمجرد اصطفاف الجيش لطرف ما يعد مساساً بالديموقراطيه فعملياً الديموقراطيه تداعت في مصر عبر الباسها لباس الحقد و الكيد السياسي الذي سيتضح مستقبلاً .
فالكلام هنا ليس لصالح الاخوان او الجيش او الجماهير فالكل اجرم بحق الثوره و الثوره المصريه عليها ان تجد رأس لها من الشباب الطاهر من اطماع السلطه و الاحقاد الشباب الذي هو من قام بالثوره فالثوره المصريه بالزعامات الحاليه ثوره الفوضى على الفوضى و الثوره على الثوره في دوامه لا تنتهي قريباً ربما .
فمصر الثوره ذات مكانه هامه و توجيه النقد الصحي يعني كل الحب لمصر ولا يسع المرء الا توجيه التحيه لشعب مصر و انتصاره.