Pages

بحث

الاثنين، 1 يوليو 2013

مصر الثوره على الثوره:

الحاصل في مصر ان الثوره التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك قد سرقت من قبل الجميع و الاصح تعبيراً نهشت بانياب النخبه من الاخوان المسلمين و انتهاءاً بالمعارضه في صراع لم يرحم فيه احد فلا المعارضه منحت فرصه لحكومه الاخوان و لا الاخوان منحوا فرصه ثقه للرأي الاخر المعارض .
اضافه الى ان تعنت الاخوان و اصرارهم على اضفاء لون الجماعه على كل مصر نسف اي امل لتفهم مقابل تفهم شعبي فالخطأ الاول ان الرئيس مرسي و من ورائه الاخوان استثمروا السلطه لتمييع الصوت المقابل ـ المعارض ـ و وضع المعارضه و كل اطياف النخبه السياسيه خارج اطار الاخوان و وصولاً الى القواعد الشعبيه ـ المواطن البسيط ـ في اجنده خفيه تهدف الى تمييعها و بالتالي محاوله ازاحتها شعبياً .
كيف ذلك ؟
عبر اغراق مصر بمشاكل امنيه في سيناء و التي استثمرت بتحييد القوات المسلحه عبر اقاله المشير طنطاوي و سامي عنان بالتالي ضمن الاخوان الجيش و لو نسبياً .
محاكمه الرئيس السابق ـ مبارك ـ و الشد و الجذب و محاوله استثمارها اعلامياً .
الازمات الدستوريه و القضائيه  و التشريعيه .
ازمه الخبز .
و كان الهدف منها تحميل النظام السابق ـ الفلول ـ و المعارضه الليبراليه مسؤوليه التعنت في المهادنه لايجاد حل .
و كل تلك المحاوله كانت ستنجح لولا انها اخذت وقت طويل ما ادى اى خروجها عن السياق و السيطره حيث انقلب كل شيئ من السيئ الى السيئ .
مستنداً اي الرئيس مرسي  على نقطه رئيسيه  وهي انتخابه شعبياً بانتخابات ديموقراطيه .
ما يحدث الان ان الامور انكشفت شعبياً و استثمرت من النخبه السياسيه و لم تعد ثمه ثقه بين الطرفين و بات الخوف سيد الموقف بعد سلسله من القمع استهدف الفن و الاعلام.
انقسم المصريين للاسف بعد الثوره الى الاخوان و الجيش و الحراك المعارض الشعبي في الساحات و التظاهرات المؤيده .
الولايات المتحده ترى في مورسي رئيساً  منتخباً ديموقراطياً لحسابات خاصه بها .
كل الحراك و التعنت الرئاسي و مهله الجيش تنذر نذير شؤوم بع حرق مقر الاخوان في القاهره ـ المقطم ـ في حاث متسرع زاد من الاحتقان و ارتفاع عدد القتلى الى 7 لا يبشر بخير .
لفتره قبل حادث احراق مقر الاخوان المسلمين كانت الجماعه تتحلى بضبط النفس بسبب تقديم اربع وزراء استقالتهم البيئه و السياحه و الاتصالات و الشؤون القانونيه .
ما يعني ان اي تشدد في التعاطي مع الحراك الشعبي سيؤدي بتداعي الحكومه و انهيارها بالتالي سيواجه مرسي مأزق هو لا يرغب فيه .
تطلع الاخوان لامكانيه الصمود و ان شهر رمضان بات قريباً و الذي قد يؤثر بزخم الحراك الشعبي .
لكن يبدو ان الاخوان المسلمين امام تحدي سيفقدون معه السيطره على ردود افعالهم فمؤخراً :
يتم تفعيل مليشيات و مجموعات للدفاع عن الجماعه في مواجهه الخصوم المعارضين .
تفعيل ـ البلاك بلوك ـ مجموعات من الفوضويين المقنعين لنشر الفوضى و الصاق التهم بالمعارضه و فوضى الشارع الان .
و اذا ما حدث ذلك ستكون مصر في دائره من العنف لا تعرف نهايتها .
الحراك ضد الرئاسه المصريه اعادت المفاهيم و الشعارات في حقبه الخمسينيات و الستينيات من الشعارات الاشتراكيه و القوميه العربيه و شعارات ضد الاخوان المسلمين و الاسلاميين و عوده الناصريين الى اسقاط الماضي الناصري على الحاضر يشاركهم في ذلك المعارضين لمرسي الان في الساحات و الميادين .
اضافه الى شعارات مناهضه للولايات المتحده و الهيمنه و العولمه الامريكيه .
غير ان الحشد الجماهيري للطرفين المؤيد و المعارض لم يصل الى ما كان متوقع في مختلف المدن المصريه التي تشهد حراكاً مؤيد او معارض .
و قد وضعت حركات مثل حركه ـ تمرد ـ اهداف مثل تعطيل المؤسسات العامه الحكوميه و الماليه و قطاعات النقل العام و محطات التزويد بالوقود و الكهرباء و الماء لاجبار الحكومه على التنازل و الرضوخ للمطالب الشعبيه.
غير ان ما يعاب على الحراك المعارض الان في سحات القاهره و المدن المصريه هو غياب الشخصيات الممثله للمعارضه و ترك الشباب يحركون التظاهرات و يواجهون الحكومه فيما الزعماء النخبويين الليبراليين و المحسوبين علمانيين و الديموقراطيين و الاشتراكيين و القوميين و الناصريين صامتين في الظل غير مرئيين و قد غاب معهم وجود شخصيه معارضه قويه تأخذ على عاتقها تدارك الانحراف الحاصل من السلطه و الحراك الميداني الحاصل بطرح توجه فاعل و قوي تجاه الحكومه لافهامها انها لن تصمد طويلاً في مواجهه الشعب و انها اخفقت في كل اهدافها و ان من انتخب  الرئيس مرسي لاهداف كالعمل و التعليم و رفع مستوى المعيشه  اصيبوا بخيبه امل بعد مراهنتهم على الاسلاميين .
و في سياق التهدئه تدارك انحراف الحراك  للعنف الذي سيفضي الى تدخل الجيش بعد اغراق مصر بفوضى العنف .

و هذه مسؤليه الحكومه المصريه ايضاً فالرئيس مصري اعلن  عن اخطاء ارتكبت منها مثلاً اعترافه بخطأ الاعلان الدستوري الذي منحه صلاحيات واسعه اوصلت رساله توجس و خوف الى المصريين .
وبات يظهر مؤخراً مصطلح ـ الدوله العميقه ـ في حديث الرئيس مرسي و القاء اللائمه على اتباع الدوله العميقه و بقايه النظام السابق في الترويج للربط بين الدستور و التشريع و الشريعه لايهام الجميع ان المؤسسات التشريعيه ذاهبه الى الدوله الدينيه .
و خلق الفوضى الشعبيه .
فيما القلق الدولي ترجم باجلاء الرعايا الدوليين من مصر و التحذيرات المتواليه للرعايه الاجانب من مغبه السفر او البقاء في مصر خاصه بعد مقتل الطالب الامريكي ـ اندرو بوتشر 21 عام طعناً .
 فهل خسر الاسلاميون في الربيع العربي ؟
فمصر هذه حالها و تونس الاسلاميين يلمحون الى عدم الاعتراف كلياً بالدستور و بالدوله .
سوريه الاسلاميين هم السبب في تأخر حسم الثوره عبر اطروحاتهم المشبوهه حسب الزعم الامريكي.
فالنتائج التي سيؤول اليها لحراك الحاصل في مصر سيحدد ربما مستقبل الاسلاميين في مشروع الربيع العربي .
و كذلك بالنسبه للولايات المتحده التي تركب موجه الاسلاميين .
فالتجاذب السياسي و الاحتقان بين السلطه القضائيه و التنفيذيه لا يبشر بخير و يبدو ان الاخوان قد حسموا امرهم بشيئ ما و هم ماضون في طريقهم الذي اختاروه.
فالنظام الرئاسي يتأكل و هذا ليس الان بل منذ طلب رئيس الوزراء منح الشرطه صلاحيه اطلاق النار.
و مراقبي الانتخابات جلهم عينوا من قبل الاخوان .
فالاقتصاد في ظل الحكومات الاسلاميه في كلاً من مصر و تونس لم يفضي الى نتائج لانهم يرفضون اليات الاعمال البنكيه الا اذا كانت ضمن الشريعه في غياب لاي تحول ابداعي لخلق نظام بنكي مجدي حسب مفهومهم .
بالتالي تنعكس غياب الرؤيه فشلاً في التعامل مع الازمات الاقتصاديه و يعرقل تطوير البنى الاقتصاديه .
سياسياً لا يثقون بالاخر فالاخر بعيد عن الرؤيه الشرعيه .
و الديموقراطيه حسب مفهومهم شيئ غربي دخيل و ان الخلافه هي الحل الوحيد و الاستبداد ضروري لحفظ شرع الله .
و اتهام الاخرين بالكفر و غياب الرؤيه القويمه ناسين ان الدين الرسمي لمعظم الشعب العربي هو الاسلام و ان شعوب المنطقه متدينه بالفطره .
و قد يكون في ذلك الكثير من التجني و التسطيح غير ان الاسلاميين عامه ضمناً الاخوان يشتركون في الكثير من الامور و المفاهيم .
اضافه الى تبنيهم العنف في الماضي .
الان قي مصر و تونس يواجه الاسلاميين امتحان عسير .